مقالات رأى

الإصلاح الجذري للخطاب الديني

دائما اسأل نفسى لماذا يوجد فجوة ثقة بين معظم شبابنا وبين والمتحدثين باسم الدين أو ما يصفون أنفسهم “حماة الدين”، الأوصياء على الناس،  القرآن الكريم نفسه ذكر قول الله للرسول الكريم ” لست عليهم بمسيطر” – ” إن انت إلا نذير” أي عليك الإنذار فقط، منع الله  النبى محمد صلى الله عليه وسلم أن يكون وصى على الناس والله يهدى من يشاء.

لا محل للخلاف بضرورة تجديد الخطاب الديني بما يتوافق مع ظروف عصرنا الحالى، فالخطاب الديني الحالي له ماله وعليه ما عليه، فتجديد الفكر الديني مسئولية تخص كل من يهتم بشئون الدين ولا تقع المسئولية فقط على كاهل رجال الدين، أرى أن الأديان عموما هى مرشد لنا و دليل للأمور الحياتية، فالكتب المقدسة السماوية لم تترك أي أمر ولم تضع لها أساسا نستدل به كالأحوال الشخصية والمعاملات المالية والزواج والعلاقات البشرية والأسرية والعلوم والفلك والسفر وغيرها فمما لاشك فيه لا يوجد مقدس غير الكتب السماوية لتكون مرجع لنا.

من هنا وجب الإصلاح الجذري للخطاب الديني وإعادة صياغته بما يتوافق مع العصر الحديث ومتطلبات المجتمعات المختلفة، هذا الإصلاح استجابة للتحديات التي تواجه الدين في العصر الحديث، والتي تتطلب تكييف الخطاب الديني مع التغيرات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية.

وبالطبع يأتي هذا بإعادة تفسير المصادر الدينية وتحليلها بمنظور حديث، وتجديد الطريقة التي يتم بها تناول القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من منظور ديني، مع تطوير الأساليب التعليمية والتربوية المتبعة في المدارس الدينية والجامعات

هذا الإصلاح الجذري ضرورة لمواجهه التحديات الفكرية التي تصيب شبابنا اليوم، وذلك بتوجيه الخطاب الدينى المستنير لهم ونشر لغة السلام والأخوة الإنسانية واحترام الغير بديلا عن الدماء والتشدد والعنف، فالأديان السماوية جميعها ترفض لغة الغضب والعنف وبريئة من كل هذه العقائد الغريبة، منذ القدم ونحن نتعلم الوصايا العشر التي ذكرت فى جميع الديانات السماوية  أكدها الإسلام النقى الطاهر بطريقة مبسطة تسر العقول والقلوب :” ألا تشركوا بى شيئا، وبالوالدين إحسانا، ولا تقتلوا اولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم، ولا تقتلوا اولادكم من أجل فقر نزل بكم، فإن الله يرزقكم وإياهم، طولا تقربوا ما كان ظاهر من كبير الآثام وما كان خفيا، ولا تقتلوا النفس التى حرم الله،  لا تقربوا مال اليتيم، أوفوا الكيل والميزان، اذا قلتم فإعدلوا، اوفوا بعهد الله”.

ورجاءا وليس ختاما، الإصلاح الجذري للخطاب الديني ضروريً لتحقيق التواصل بين الدين والمجتمع وخاصة الشباب ، خوفي كل الخوف من تزايد عدد الملحدين والمشككين فى الدين كل يوم عن الآخر فتجديد طريقة نقل التعاليم الدينية وتكييفها مع المتغيرات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية، وتحقيق العدالة الاجتماعية والتعايش السلمي والتعاون بين الأديان والثقافات المختلفة ضرورة لابد منها … الا تتفكرون يا اولوا الالباب .

هبه صالح

رئيس مجلس إدارة موقع نبراس العرب

 

أخبار متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى