مقالات رأى

ابعدوا هؤلاءالسحرة عن عالمنا

اختلف الكثير منذ القدم على تعريف معنى الفن، فمنهم من قال إن الفن صناعة أو حرفة مارسها الإنسان حتى برع فيها واتسمت بالإتقان، والإجادة، والمهارة، والتحسين ، والتزيين حتى وصف بن خلدون الموسيقى أنها نوع من أنواع الصناعة؛ حيث يقول ابن خلدون عن الموسيقى إنها صناعة الألحان وتلحين الأشعار الموزونة لتقطيع الأصوات على نسب منتظمة ومعروفة.

وعرف الفن عند اليونان أن كل ما ينتج لذه جمالية من مهارة وابداع واتقان فهو فن ولم يفرقوا بين الفنان والصانع وان العمل الذى يصنعه المثال او الشاعر لايختلف عن عمل الطبيب والنجار فجميعهما فن يؤثر على الحواس والادراك لتحقيق الخير والفائدة للادراك الجمعى .

الفن هو أول ما يؤثر على ادراكنا، اللالوان و الموسيقى والغناء والدراما والسينما وفن الكتابة، هم القوى الناعمة التى تلامس اخلاقنا بلا استأذان، بل تسحرنا وتشكل وعينا حينما كنا أطفال وحتى دقت قوبنا بأول أشعار للحب، والى الان فكل منا يغمض مداركه ليستسلم الى سحر القوى الناعمة بطريقته، فمن منا لم يحب على أنغام الموسيقى والأغانى التى تثير الشجن، ومن منا لم يرسم اسم حبيبه على الرمال، ومن منا لم يرى قدوته فى أحد الشخصيات السينمائية أو الدرامية التى ساعدت على ترسيخ الهوية الاخلاقية و الأسرية والوطنية .

والان ماذا عن شبابنا وأبناؤنا الذين يلهثون أمام سحرة الفن الحالى الذى جعل معظمه القدوة تحمل بين سطورها روح العنف والإدمان والصخب والبعد عن الرومانسية والهدوء لبعضهم، فهؤلاء السحرة يسحروننا بعيدا عن توازننا النفسى الذى كنا نستمده قبل ظهورهم من فننا الجميل فكان يخفف عنا عبء الحياة اليومية ، وعلى ضفافه تتحطم أمواج السخط والغضب؛ فتلين النفس وتسترد هدوءها.

هبه صالح سلامة

رئيس مجلس إدارة موقع نبراس العرب

أخبار متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى