مقالات رأى

الترند والأرباح وتدمير الفن

الترند والارباح وتدمير الفن 

الفنون بمختلف اشكلها وانماطها هي “القوة الناعمة“، التى لها تأثير السحر على الوعى البشرى دون أسلحة او قوانين سياسية، فانا اجزم بأن الفن هو أهم اذرع تشكيل الوعى الجمعي وخاصة عند الأطفال والشباب .

 لا جدال أن الفنون وسيلة قوية لتحفيز التفكير وتنمية الوعي الفردي والجماعي. حيث ان الفنون جميعها المقروءة والمسموعة والمرئية تقدم للناس تجارب فريدة تفتح أبوابا جديدة للتفكير والتعبير عن الذات، عندما يتعرض الإنسان لعمل فني، بداية من الطفولة، يبدأ الطفل مشاهدة افلام الكارتون حيث انها الوسيلة الأولى للترفيه،

يستمتع بها ويتعرف على شخصيات الكرتون المختلفة ليتعلق بإحدى هذه الشخصيات وتكون المؤثر الأول فى نموه النفسي وتكوين شخصيته، ومن احداث هذا الكرتون يتعلم المبادئ والقيم مثل الصدق والإخلاص والتسامح والاحترام والتعاون، والتحلي بالصبر وأيضا يشجعه على حب الابداع والتفكير الإيجابي، كما يقوى صلته بالعلوم والتاريخ والجغرافيا بطريقة كرتونية جاذبة حسب مراحل عمره، والخطورة تكمن فى انه يمكن ان يؤثر ايضا سلبا وهذا ما اخشاه انا كأم هو التأثير السلبى لهذا المغناطيس الجاذب لعقول ووجدان أطفالنا اخشى ما اخشاه انتشار المحتوى الغير مناسب لعاداتنا العربية الطيبة، ونحن غائبون فى اعمالنا وتاركون أطفالنا فى البيت يشاهدون ويسمعون الكرتون الذى يحتوى على مشاهد العنف والإيحاءات الجنسية والشذوذ الجنسي المقنع، الذى ينطبع داخل وجدانهم دون ان ندرى او نشعر، لذلك يجب علينا اختيار ما هو مناسب لنا ولديننا وعقائدنا.

اما بالنسبة للشباب فتأثير الفن لا يقل أهمية وايضا خطورة على الشباب فالدراما والسينما وايضا والموسيقى والغناء ما يسمى الحديث، هم قبل الاسرة ولا اتردد في ان أقول قبل الاسرة هم مصدر للإلهام والقدوة عند بعض المراهقين، فأنا اناشد كل القائمين على الفن ان تتقوا الله فيما يعرض لنا، فالفن كما وصفه  أستاذ العلوم السياسية الأمريكي “جوزيف ناى” من جامعة هارفارد، بأنه” القوة الناعمة” لما له من قدرة خفية على الجذب دون إكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع، وخاصة عصر التحول الرقمي والانترنت الذى ألغى الحدود الجغرافية، وجعل المنافسة فى الإقناع والجذب أكثر شراسة من ذى قبل، وهو ما يؤكد أهمية دور القوة الناعمة فى الوقت الحالي .

البعض سوف يتهمني بالمبالغة  يقول لي أن هذا تجسيد للواقع، وانا أقول أي واقع وواقع من واي مجتمع هذا الذى تنتشر فيه الجريمة والعنف، وعدم تقدير المرأة وعاداتها اى مجتمع به التدخين والمخدرات والحريات الغير معهودة فى بيوتنا، نعم إذا كان هو الواقع بالفعل فإنه ليس ظاهرة كبيرة تستحق النشر بهذه الصورة فهي تمثل شريحة صغيرة جدا من المجتمعات العربية لماذا تسليط الضوء على مثل هذه السلبيات بل وتعظيمها حتى الطرب الأصيل والأغاني والموسيقى الشرقي القديمة والحديثة لماذا امتزجت بالسطحية والصخب .
للأسف الشديد جزء ليس بالقليل من صناع المحتوي الفنى لا يهتمون بالمضمون الفعلي الذي وجب عليهم أن يقدموه وإنما اهتموا أكثر بالترند والارباح، أكثر من ان الفن رسالة
إذا أردنا أن نبني أمه صالحة وجيده وجب علي الجميع أن يقدم لهم محتوي جيد يبرز السلبيات ولكن للعظة والعبرة  .

 لا تجعلوا من الفاسد والبلطجي وتاجر المخدرات وتاجر السلاح وتاجر الدين وتاجر الرقيق وتاجر الأعضاء أبطالاً يتعاطف معهم المشاهدين او المستمعين وقدوة للشباب للثراء السريع الترند والأرباح وتدمير الفنوالربح والشهرة

للأسف هذه الاعمال الفنية لا تخلد ولا يتذكرها احد بعد فترة ولكن تحفر فى ذاكرة الأطفال والمراهقين، وهذا دليل هلى افساد الذوق العام بل والأخلاق .

ابناؤنا يستحقون الاحسن ونحن جميعا نستحق الأفضل والاحسن.

وهذا يدعونا الى عدم التراخي و تتبع ما تتركه الفنون من تأثير لقوتها الناعمة عبر السنين، بل يجب تمامًا العمل على تنمية هذا الأثر ودعمه بشتى الطرق، وفى شتى المجالات حتى يتحقق لنا ما نريد من رؤية مستقبلية.

فانا دائما انادى وسأندى بالنظر والتدقيق فيما يعرض على شبابنا وخاصة الفن المرأى و المسموع الذى يدخل بيوتنا بل وحجرات نومنا دون استاذان.

 

أخبار متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى