مقالات رأى

الشيخ سلطان القاسمي .. فى حب صاحب المبادرات المضيئة لحفظ التراث

بقلم سمر الخور

الشيخ سلطان القاسمي ، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة له إسهامات ومبادرات مضيئة في حفظ تراثنا العربي والتاريخي خاصة فى دولة الإمارات العربية المتحدة.

التراث الثقافي والحضاري القيمة الثابتة عند الأمم، وأساس هويتها وأصالتها، ومبعث فخرها وإعتزازها، ويعتبر سجلاً صادقاً لإبداع تلك الأمم على مر العصور،  وهو وثيقة عهد بين الأجيال السابقة والأجيال الحالية وأجيال المستقبل، التي تمنحهم بشواهدها الحية أدوات للتعبير عن وجودهم وتميزهم بين الثقافات والحضارات المختلفة، والأصل في معنى التراث هو نقله وتوريثه والبقاء عليه مستمراً بالحفاظ عليه وإحياؤه ، بل إن مفهوم التراث لا يكتمل دون أن يقترن بمفهوم الحفاظ والإحياء.

الشيخ سلطان القاسمي

ولصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة إسهامات ومبادرات مضيئة في هذا الشأن، منذ تولي سموه حكم الإمارة، ونتيجة لهذه المبادرات الصادقة الدؤوبة أصبحت إمارة الشارقة منارة ونبراس علمٍ ، وواجهة لكل مثقفي ومبدعي الوطن العربي والعالمي على حد سواء، ولن  تكفي سطور هذه الورقة البحثية كل المبادرات وإسهامات سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، الكثيرة والمتعددة في مجال حفظ وإحياء تراثنا الثقافي والحضاري ، فقد اخترت نموذجاً من هذه المبادرات الهامة في حفظ التراث الثقافي والحضاري العربي ، وهو الإتحاد العام للآثاريين العرب في مصر، وهو مثال حي لواحدة من المبادرات الصادقة لسموه والتي بفضل رعايته وحرصه أضحى هذا من أنجح الصروح العلمية الهامة والمؤثرة في مجال علوم الآثار وحفظ التراث العربي وإحياؤه .

فكانت مبادرة سموه بالتوجيه ببناء مبنى للإتحاد الآثاريين العرب على نفقة سموه ، ورفده بأحدث وسائل التقنية الحديثة ، وبدعم سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي الدائم للإتحاد العام للآثاريين العرب ، قد تبوأ الإتحاد مكانة هامة ومؤثرة في نشر الوعي بالتراث الحضاري العربي ، والتصدي للعديد من القضايا الأثرية على مستوى العالم العربي ، من خلال إقامة أعمال المؤتمرات  واللقاءات والندوات العلمية ، وتقديم الجوائز التشجيعية للأبحاث العلمية المتميزة للباحثين في شتى أنواع العلوم التطبيقية الخاصة في مجال الآثار والحضارة والترميم والمتاحف واللغات ، وإثراء المكتبة العربية بالعديد من الإصدارات لمجلات والدورايات التي تصدر تحت إسم الإتحاد العام للآثاريين العرب .

مبنى الإتحاد العام للآثاريين العرب

مبادرة سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي في إنشاء مبنى الإتحاد العام للآثاريين العرب، حيث وجّه صاحب السمو بإنشاء مبنى إتحاد الآثاريين العرب على نفقة سموه، والذي تفضل سموه بإفتتاحه سنة 2014 م، المبنى من يتكون من ثلاثة أدوار، ويحوي حديقة وقاعة مؤتمرات رئيسة، وثلاث قاعات مجهزة للجلسات العلمية، قاعة الدكتور عبد الرحمن الأنصاري ، وقاعة الدكتور محمد صالح شعيب، وقاعة الدكتور محمد الباجي، بالإضافة إلى مكاتب رئيس الاتحاد وأمينه العام والسكرتارية، ويضم الدور الثاني المكتبة العامة وتضم كتب الآثار في كافة التخصصات، والإصدارات العلمية للإتحاد ، وتشمل المجلة العلمية وكتاب الإتحاد السنوي ، منذ إنشاء الإتحاد العام 1997 والتي تتضمن أبحاثاً تتجاوز 1500 بحث، ويتضمن المعامل وقاعات الدورات التدريبية، أما الدور الثالث فهو عبارة عن فندق لنزلاء المبنى .

وقد تقلد الأستاذ الدكتور محمد الكحلاوي رئاسة الإتحاد العام للآثاريين العرب، وجاءت المبادرة الكريمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بإنشاء مبنى ليكون صرحاً علمياً يواكب عظمة التراث الثقافي والحضاري العربي، وليكون مجمعاً لكل علماء وأساتذة وباحثي علم الآثار والتراث العربي كافة ، وبذا تتحقق رؤية صاحب السمو في إحياء التراث العربي والمحافظة عليه  .

ومؤخراً أعلن الدكتور محمد الكحلاوى رئيس الاتحاد العام للآثاريين العرب عام 2020 إنشاء الاتحاد متحفا للمرحوم عالم المصريات  الأستاذ الدكتور على رضوان رئيس الاتحاد السابق كلمسة وفاء من الإتحاد العام لآثاريين العرب لمؤسس الإتحاد ، وتكريماً لمجهوداته وتاريخه المشرف ، أفتتح المتحف بالدور الثانى بمقر الاتحاد ، والذي يضم مقتنياته ومكتبته ،  وأعمال الحفائر التي قام بها وأدواته المختلفة.. كما تقرر إنشاء صندوق على رضوان لرعاية طلاب الآثار بالجامعات المصرية.

حفظ التراث الثقافي والحضاري

نجاحات كثيرة حققها الإتحاد العام نجاحات هامة في مجال حفظ التراث الثقافي والحضاري ، ونشر الوعي الثقافي ، واستطاع أن يتبوأ مكانة علمية هامة من خلال نشاطته المتنوعة في خدمة الباحثين وكل مهتمي التراث الثقافي الحضاري في ظل إدارة الإتحاد الحكيمة برئاسة الأستاذ الدكتور محمد الكحلاوي  ، فقد عقد الإتحاد العام للآثاريين العرب خلال مسيرته الطويلة خلال25 عاما ، 24  مؤتمراً علمياً ، حقق نجاحاً باهراً بين الآثاريين العرب ، والذي عقد بين مصر وليبيا ، وسوريا والمغرب ، والتي كان من نتائجها إصدار نحو أكثر من 5200 دراسة علمية في مجال الآثار والحضارة والترميم والمتاحف ، واللغات والتطبيقات الحديثة ، كما قام الإتحاد بتأسيس أكبر مكتبة متخصصة في الدراسات الأثرية والتي تضم أكثر من 13 ألف كتاب ورسالة علمية .

سمر الخور

باحث دكتوراة- تخصص الآثار

أخبار متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى