رواد اعمالمقالات رأى

زايد وجولة الـ 35 يوماً_ 2

زايد وجولة الـ 35 يوماً_ 2

تحدثنا فى المقالة السابقة عن أهمية الإنسان لدى المغفور له باذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، وحرصه الشديد على توفير المياه النقية والطرق الممهدة والمواصلات العامة والكهرباء وتوفير الحياة الكريمة لكافة المواطنيين فى كافة أرجاء الدولة.

ونكمل بعضاً من جولة سموه رحمه الله الذى لم ينفصل يوما عن الناس منذ أن كان حاكماً للعين الى أن أصبح رئيساً لدولة الاتحاد، فقد خرج الشعب .. كل الشعب .. لاستقباله رحمه الله فى حرارة وحب وترحيب لاحدود له، وكانت أعلام الدولة ترفرف فى استقباله، وكانت صوره تملاء كل مكان، وكان الاهالي في الفجيرة وخورفكان ورأس الخيمة والشارقة والذيد وعجمان وأم القيوين، وكل المناطق التى زارها، يتوافدون نحوه وهم يحملون لافتات تعبر عما فى قوبهم من مشاعر صادقة وطيبة.

وكانت هذه اللافتات منها ماتقول ” شرفتم الديار ياقائد الديار ” … أو … ” زايد رجاء الحاضر وأمل المستقبل ” … أو ” عمرت بكم الديار وسرت القلوب”.

وعندما أرادوا أن يبعدوا عنه الناس ليخففوا من زحمة الجموع، رفض رحمه الله تعالى ذلك، وطلب منهم أان يتركوا الناس معه على السجية وعلى الطبيعة، فهو مازال زايداً الذى يلتقي بهم دون حواجز، ويجلس معهم ، ويصافحهم فردا فردا، ويمسك بالسيف والبندقية ليشاركهم فى رقصاتهم، ويردد معهم الاهازيج الشعبية، فما اسعد اللحظات التى يري فيها شعبه والفرحة تملأ كل الوجوه.

إنه مازال زايد رحمة الله تعالى الذى زاره الرحالة ” تيسيجر” فى فترة مبكره عندما كان يتولى شؤون المنطقة الشرقية فى العين وضواحيها وحدثنا طويلا عن شهرته الواسعة بين البدو وذكائه، وقوة شخصيته، وكيف أنه لايتميز عن جلساته إلا بلون عباءته.. فهو بسيط .. ودود .. وكل البدو يعتبرونه واحدا منهم، ويقولون أنه مثلهم يعرف الكثير عن الجمال ويجيد ركوب الخيل ويطلق النار بمهارة بالغة.

وقال رحمه الله أنه رأى أمامه نموذجا لصنف من الرجال العظام امثتال جده زايد الكبير وهو مازال زايداً الذى قال عنه المؤرخ ” كلانس مان” في كتابه الذى ألفه عام 1964 ” استطاع بالمال القليل الذى توفر لديه أن يقوم باصلاحات فى منطقة البريمى، وأن يجعل البدو يحترمونه ويدينون له بالحب والولاء”.

وقال روح زايد الاصلاحية وقدرته السياسية وعدالته هى التى رشحته ليكون رجل البلاد المنتظر.

 وقد تحقق فعلا ما قاله المؤرخ ” كلانس مان “، وأصبح زايد بعد عاميين حاكما لأبوظبي في أغسطس 1966 ثم أصبح رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة فى 2 ديسمبر 1971 ليحقق ما يتطلع اليه شعب هذه الأمة، في بناء دولة فتية، يعم فيها الخير على أبنائها ويعوضون ما فاتهم فى الماضي ويصنعون لهم كيانا قويا مهيبا بين الأمم.

 إن الذين ذهبوا مع زايد رحمه الله في جولاته في الإمارات وطافوا معه كل المناطق التى زارها كانوا يسمعون باستمرار تركيزه فى بناء المواطن على شيئين أساسيين هما توفير العلم والاهتمام بالصحة قبل أى شيء آخر..

وللحديث بقية مع جولات جديدة لمؤسس الدولة.

هبه صالح سلامة

رئيس مجلس إدارة موقع نبراس العرب الإخبارى

أخبار متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى