توب ستوريمقالات رأى

نبيل كمال يكتب: الاتحاد العربى

نبيل كمال يكتب: الاتحاد العربى

هذا الحلم الذى نحلم به منذ سبعة عقود بعد رحيل المحتل الغربى عن الدول العربية، ثم الدخول فى خضام القضية الفلسطينية، أخطار كثيرة ولا تزال مرت وتمر بها المنطقة العربية وهى تحاول حماية نفسها.

اليوم يمر العالم بمرحلة جديدة تتميز بصراع القوى الكبرى على ثروات العالم، وسط أزمة اقتصاديه وركود عالمى وهى فرصة نادرة كى يتحد العرب كبديل عن سقوط أحد أو بعض من هذه القوى العالمية، كل الظروف مواتية لإعلان قيام الاتحاد العربى بديلا عن الاتحاد الأوروبى وبدأ غروب أمريكا، هذه رؤيه مستقبليه نراهن فيها بالمصداقية على أن العرب سوف يعلنون قيام الاتحاد العربى فى نهايات 2023 أو بدايات 2024.

لكن ليس بعد اجراء عدة اجراءات هامة كى يتم خلق كيان مستقر يتسم بالقوة والمرونة، الاجراءات تتمثل فى عودة سوريا للصف العربى مع خطة اعمار جاهزه بالفعل وبأموال خليجيه وأوروبية وكذلك انهاء مشكلة اليمن ولها أيضا خطة اعمار سوف تشارك فيها كل من السعودية وايران بعد بداية صلحهم الأخير برعايه صينية وترسيخ الحكم واعلاء القانون فى دولة ليبيا.

يليهم بدء توحيد القوانين العاملة بالدول خاصة قوانين الاستثمار والاقتصاد وتسهيل حركة البضائع والمواطنين مع التوزيع العادل للاستثمارات.

قد يسأل أحدهم: لماذا يجب علينا قيام اتحاد بين الدول العربية ؟، معروف أنه فى الاتحاد قوة، وهذه القوة واجبها الأول رعاية وحماية مواطنين الاتحاد بغض النظر عن جنسياتهم، لكن لكى يستقر الاقتصاد بالمنطقة العربية يجب أن تتفاهم دول الشرق الأوسط فيما بينها لمواجهة التكتلات الأخرى مثل تكتل البيريكس العملاق ومشروع طريق الحرير والاطماع الخارجية بالمنطقة، كذلك مقاومة الهجرة الافريقية التى تقصد أوروبا ولا يجب أن يصبح شمال افريقيا معبرا غير قانونيا للأرهابيين والمرتزقة الى أوروبا والتى بدأت توا ربيعها وسط احتجاجات شعبيه هائله خاصة فى فرنسا وانجلترا.

الاتحاد العربى سيكون الدرع الحامى للدول العربيه وسوف يتبنى انشاؤه كل من دولة الأمارات والمملكة العربية السعوديه ومصر ثم تباعا يتم اشراك بقية الدول، هذه الدول الثلاث تتميز بقوه اقتصاديه وعسكريه كبيره ووفره فى اليد العامله ورجاء عزيزى القارىء الا تنخدع بالصراعات الاقتصادية بينها لأن الاقتصاد لا يعرف المعانى الجميله الرنانه التى يتم تبادلها فى الخطب الرسميه او بين علاقات الشعوب، لأن هذا الصراع هو نفسه سوف يلفت نظر هذه الدول الى ضرورة الاتحاد والا خسران كل مكاسبها الحاليه خاصة مع تهديد العملات الخليجيه بالانخفاض حال استمرار ازمة الحرب الاوكرانية الروسيه والتى لن ينتصر فيها أى طرف وسوف يلجأون فى نهاية المطاف الى الجلوس على مائدة المفاوضات لحساب المكاسب والخسائر وبداية الحديث عن اتفاق سلام جديد.

سوف يتحد العرب لأن مصلحتهم مشتركه ويعرف قادة العرب جيدا انها فرصه ذهبيه لا يمكن التغاضى عنها او تجاهلها خاصة بعد رجوع اوروبا وبداية انهيار الدولار وانحسار التعامل به بعض تنوع سلة العملات وهو الاجراء الذى بدأته دول الخليج بالفعل والتى رفضت عقاب الشركات الروسيه بسبب الحرب الحالية.

كلا من الامارات والسعوديه تقومان الان بالاستحواذ على تكنولوجيات جديده وادخال صناعات استراتيجيه بعضها مدنى وبعضها عسكرى من اجل تنويع مصادر الاقتصاد بدل الاعتماد على بيع البترول خام .

مصر أيضا تتملكها حمى بناء وتطوير فى كافة ربوعها وتعمل على مدار الساعه فى استكمال بناء مشروع خليج السويس كى يتم تحويله الى منطقة تجاره حره بين قارات العالم بخلاف عمليات تطوير البنية التحيته من موانى وطرق وسكك حديديه حديثه وامتلاكها لفائض هائل من الطاقة الكهربائيه لبدء تصديرها الى اوروبا خاصه مع بدء تشغيل المفاعل النووى فى اقصى شمالها على البحر المتوسط مما يعزز القدرات الكهربائيه للدول العربية وخاصة الخليج والاردن ضمن مشروع الشام الجديد وباشراك سوريا ولبنان فى هذا المشروع العملاق .

الدول العربية تمتلك ثروات هائله حيث يمتلك الخليج الطاقة ويمتلك شمال افريقيا المعادن وصناعات اشباه الموصلات ومختلف أنواع النقل والسيارات وبدء تصنيع القطارات وناقلات البترول بدلا من استيرادها من الخارج.

الغرض من هذا الاتحاد هو صنع كيان قوى يتم فيه تحريك الاموال والاستثمارات والبضائع مقابل تقليل فاتورة الاستيراد مما يخلق شراكه استراتيجيه لثقافه ولغه واحده. واذا حسبنا الأمر بالارقام فسوف تجد ان ما تمتلكه الدول العربية مجتمعه من قدرات ماليه واقتصاديه وثروات وقوة عسكريه! اكبر بكثير مما تمتلكه القوى الكبرى .

الان تحاول كلا من الصين وروسيا وجنوب افريقيا وغيرهم من الدول الثقيله اقتصاديا بخلق تعاون اقتصادى بعمله موحده لمواجهة سيطرة الاقتصاد الامريكى ولن يعطلوا او يعرقوا محاولات العرب خلق كيان خاص بهم بل سيكون تعاون مشترك مبدأه المساواة وتكافؤ الفرص وتبادل المنتجات وسياحة الشعوب.

نبيل كمال 

 مدير أكاديمية أجارثا للتدريب

أخبار متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى