حقق الإتحاد العام للآثاريين العرب، نجاحات هامة في مجال حفظ التراث الثقافي والحضاري، ونشر الوعي الثقافي، واستطاع أنا يتبوأ مكانة علمية هامة من خلال نشاطته المتنوعة في خدمة الباحثين وكل مهتمي التراث الثقافي الحضاري في ظل إدارة الإتحاد الحكيمة برئاسة الدكتور محمد الكحلاوي.
عقد الإتحاد العام للآثاريين العرب خلال مسيرته الطويلة خلال25 عاما ، 24 مؤتمراً علمياً، حقق نجاحاً باهراً بين الآثاريين العرب، والذي عقد بين مصر وليبيا ، وسوريا والمغرب، والتي كان من نتائجها إصدار نحو أكثر من 5200 دراسة علمية في مجال الآثار والحضارة والترميم والمتاحف ، واللغات والتطبيقات الحديثة، كما قام الإتحاد بتأسيس أكبر مكتبة متخصصة في الدراسات الأثرية والتي تضم أكثر من 13 ألف كتاب ورسالة علمية .
ومن منطلق تثمين البحوث العلمية و تشجيع الكوادرالعلمية الشابة وتقدير مجهودات الأساتذة والعلماء الكبار في مجال البحث العلمي أو كلمسة وفاء لكل من أفنى حياته في مسيرة العلم ، يقوم الإتحاد العام بالآثاريين العرب بتقديم العديد من الجوائز التشجيعية والتقديرية لكل من الأساتذة والباحثين في مجال الآثار وحفظ التراث.
وحظى المؤتمر الرابع والعشرون لسنة 2021 ، بمبادرة هي الأولى من نوعها وهي تقديم جائزتين تشجيعيتين في مجال النقوش الكتابية على الصخور ، والتي بادرت بها الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان ، سفيرة فوق العادة للثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ، ومؤسسة “أناسي” للإعلام ، وتهدف الجائزتان المتخصصتان في النقوش والكتابات العربية على الصخور والأحجار إلى التشجيع على رصد وجمع أهم الإكتشافات الخاصة بالنقوش والكتابات العربية على الصخور والأحجار ، ورفد الموقع الإلكتروني “بوابة النقوش العربية” بمجموعة جديدة من النقوش العربية ، والذي بدوره يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية هذا الإرث الثقافي الضخم ، والحفاظ على التاريخ العربي المشترك بين الدول العربية من المشرق إلى المغرب.
الدورات التدريبية للإتحاد العام للآثاريين العرب
على مدار العام يقوم الإتحاد العام للآثاريين العرب بشكل متواصل بمجموعة من الدورات التدريبية وورشات العمل المتخصصة في التنقيب الأثري،والحفائر ، وجميع العلوم التطبيقية في مجال التراث وحفظه، يقدمها نخبة من الأساتذة والمتخصصيين في مجالات العلوم الأثرية المختلفة، فقد أنشأ الإتحاد مركزاً إقليمياً للفنون والحرف والصناعات التقليدية، والذي بدأ نشاطه على هامش المؤتمر الدولي الثالث والعشرون الذي انعقد بمقر الإتحاد بالقاهرة لعام 2020، وذلك بهدف الحفاظ على الروح الأصيلة لتراثنا العربي، وإحياء الفنون المصرية، والمحافظة على الصناعات التراثية، وحمايتها من الإندثار .
كما أنشأ الإتحاد العام للآثاريين العرب بمقره في القاهرة، المركز الإقليمي للنقوش والكتابات واللغات القديمة، والذي يرأسه الدكتور سليمان عبدالرحمن الزييب، عضو مجلس إدارة التراث بالمملكة العربية السعودية، والذي يهدف إلى تعريف ، وتدريب الباحثين والمهتمين على قراءة وكتابة وترجمة الكتابات العربية القديمة ، واللغات المختلقة القديمة، والقيام بتوثيقها .
بدأ المركز أولى نشاطاته في هذا المجال بدورة تدريبية عن الكتابة النبطية بمصر والأردن والسعودية، والتي ظهرت في الفترة من القرن الثالث قبل الميلاد إلى الرابع الميلادي، في عدد من دولنا العربية وبشكل خاص في المملكة العربية السعودية ، والأردن ومصر وبالأخص في سيناء – ساحل البحر الأحمر ، وبنهاية الدورة التدريبية يكتسب المتدرب مهارة التعرف على الخطوط العريضة لتاريخ وحضارة الأنباط ، والتعرف على سمات الكتابة النبطية وأنواع النقوش ، والتعرف على الأبجدية النبطية، وكيفية التعامل مع النقش ميدانياً، ومعملياً، من حيث التوثيق والتحليل، والدراسة .
وفي عام 2021 أعلن الإتحاد العام للآثاريين العرب عن إنجاز وإضافة جديدة للإتحاد ، والتي تمثلت في إعتماد إتحاد الجامعات العربية للآثاريين العرب كأحد مجالسه الرئيسية، وبدوره قد تغير إسم الإتحاد العام للآثاريين العرب إلى “المجلس العربي للإتحاد العام للآثاريين العرب”، وهو ما يعني رفع مستوى تمثيل الإتحاد من جمعية تابعة للمجلس العربي للدراسات العليا والبحث العلمي إلى مستوى المجلس العربي للإتحاد العام للآثاريين العرب كأحد المجالس السبعة المكونة للإتحاد العربي، وكان هذا الإعلان نتيجة للإنجازات التي حققها الإتحاد من مجلات علمية محكمة تعنى بمجال الدراسات الآثرية والمتحفية والترميم ينشر فيها بالعربية والإنجليزية والإيطالية والفرنسية والألمانية ولها رابط دولى وموقع الكترونى وتم اختيار الإصدارات العربية للاتحاد فى عام 2016 من قبل المؤسسة الدولية EBSCO لنشرها على موقعها الدولي.
وفي عام 2020حصلت إصدارات الإتحاد “الكتاب” والمجلة باللغة العربية ، والإنجليزية، على الترقيم الدولي الموحد ISSN ، وحصل الإصدار الأجنبي للمجلة على معامل التأثير الدولي Impact facto 0.589 ، والجدير بالذكر أن عدد الإصدارات العلمية التي قدمها الإتحاد في مجال البحث العلمي في مجال الآثار والحضارة والترميم والمتاحف وحفظ التراث وإحياؤه بلع حوالي 5200 دراسة علمية .
يذكر أن الإتحاد العام للآثاريين العرب ، نشأ في كنف المجلس العربي للدراسات العليا والبحث العلمي لإتحاد الجامعات العربية تحت مسمى “جمعية الآثاريين العرب ” بعد إجتماع مجموعة من الأساتذة المتخصصين في علم الآثار على المستوى العربي في مدينة الرياض عام 1994، والتي كانت من مبادئه لم الشتات الأثري في وطننا العربي ، وإعتماد رؤية عربية تخدم الباحثين في مجال الآثار وحفظه ، من خلال تقديم الدراسات الآثرية وأعمال الترميم والمتاحف ، بالإضافة إلى القيام بالمؤتمرات العلمية والندوات والرحلات الخاصة بزيارة المواقع الآثرية . ثم تطور المشروع في عام 2003 إلى إنشاء “الاتحاد العام للآثاريين العرب” ومقره القاهرة ، لمواكبة الأحداث التي تمر فيها المنطقة من تهديد لتراث وطننا العربي الكبير ، ومنذ ذلك الوقت وبفضل الإدارة الحكيمة للإتحاد قدم الإتحاد خطوات ثابتة على المستوى العربي في خدمة وحماية تراث أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج ، وأضحى بيت خبرة يقدم كافة الإستشارات الفنية ويقوم بإعداد دورات تدريبية لكوادر الآثاريين في كافة مجالات العمل الأثري وترميم وصيانة المباني الأثرية والمتاحف ، والمساهمة في أعمال البحث والمسح الأثري للمواقع الجديدة في الأقطار العربية، والتصدي للعديد للقضايا الأثرية على مستوى العالم وتعريف العالم بتراث الأمة.
